تم تطوير أداة ذكاء اصطناعي رائدة تسمى FastGlioma، تمكن الجراحين من اكتشاف أورام المخ السرطانية المتبقية في غضون 10 ثوانٍ أثناء الجراحة. ويُنظر إلى هذا الابتكار، الذي تم تفصيله في دراسة حديثة نشرت في مجلة Nature، على أنه تقدم كبير في جراحة الأعصاب، ويتفوق على الطرق التقليدية للكشف عن الأورام. قاد الدراسة باحثون من جامعة ميشيغان وجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، وسلطوا الضوء على قدرتها على تحسين النتائج الجراحية للمرضى الذين يعانون من الأورام الدبقية المنتشرة.
ووصف تود هولون، دكتوراه في الطب، وجراح الأعصاب في جامعة ميشيغان للصحة، FastGlioma بأنه أداة تشخيصية تحويلية توفر طريقة أسرع وأكثر دقة لتحديد بقايا الورم. وأشار إلى قدرته على تقليل الاعتماد على الأساليب الحالية، مثل التصوير بالرنين المغناطيسي أثناء العملية أو عوامل التصوير الفلورسنت، والتي غالبًا ما يتعذر الوصول إليها أو غير مناسبة لجميع أنواع الأورام.
معالجة الأورام المتبقية أثناء الجراحة
حسب يذاكر من جامعة ميشيغان للطب – جامعة ميشيغان، تشكل الأورام المتبقية، التي غالبًا ما تشبه أنسجة المخ السليمة، تحديًا شائعًا في جراحة الأعصاب. لقد ناضل الجراحون تقليديًا للتمييز بين الدماغ السليم والأنسجة السرطانية المتبقية، مما أدى إلى إزالة الورم بشكل غير كامل. يعالج FastGlioma هذه المشكلة من خلال الجمع بين التصوير البصري عالي الدقة والذكاء الاصطناعي لتحديد تسلل الورم بسرعة ودقة.
وفي دراسة دولية، تم اختبار النموذج على عينات من 220 مريضًا يعانون من أورام دبقية منتشرة منخفضة أو عالية الدرجة. حقق FastGlioma دقة متوسطة قدرها 92%، متفوقًا بشكل كبير على الطرق التقليدية، التي كان معدل الخطأ فيها أعلى بالنسبة لبقايا الورم عالية الخطورة. وأكد المؤلف المشارك الكبير شون هيرفي جامبر، دكتوراه في الطب وأستاذ جراحة الأعصاب في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، على قدرته على تعزيز الدقة الجراحية مع تقليل الاعتماد على عوامل التصوير أو الإجراءات التي تستغرق وقتًا طويلاً.
التطبيقات المستقبلية في جراحة السرطان
يعتمد FastGlioma على نماذج أساسية، وهو نوع من الذكاء الاصطناعي تم تدريبه على مجموعات بيانات ضخمة، مما يسمح بالتكيف عبر المهام المختلفة. وقد أظهر النموذج إمكانية تطبيقه على سرطانات أخرى، بما في ذلك أورام الرئة والبروستاتا والثدي، دون الحاجة إلى إعادة تدريب مكثفة.
وأكد أديتيا س. باندي، دكتوراه في الطب ورئيس قسم جراحة الأعصاب في جامعة ميشيغان، دوره في تحسين النتائج الجراحية على مستوى العالم، بما يتماشى مع التوصيات الخاصة بدمج الذكاء الاصطناعي في جراحة السرطان. ويهدف الباحثون إلى توسيع نطاق استخدامه ليشمل أنواعًا إضافية من الأورام، مما قد يعيد تشكيل أساليب علاج السرطان في جميع أنحاء العالم.