باحث من ناسا يدرس تأثير الجاذبية على النباتات على متن صاروخ بلو أوريجين المداري

لأول مرة في التاريخ، سيرافق باحث ممول من وكالة ناسا تجربته على صاروخ تجاري دون مداري. سيقام هذا الحدث المهم على متن نظام الصواريخ دون المدارية نيو شيبرد التابع لشركة بلو أوريجين، والذي من المقرر إطلاقه يوم الخميس 29 أغسطس. تسعى التجربة، التي طورها فريق من جامعة فلوريدا في جينسفيل، إلى التحقيق في كيفية تأثير التغيرات الجاذبية أثناء رحلات الفضاء على بيولوجيا النبات. تمثل هذه المهمة، الممولة من برنامج Flight Opportunities التابع لوكالة ناسا، خطوة مهمة إلى الأمام في مجال البحث الفضائي وقد يكون لها آثار مهمة على بعثات الفضاء المستقبلية إلى القمر والمريخ.

استكشاف تأثير الجاذبية على بيولوجيا النبات

تركز تجربة جامعة فلوريدا بشكل أساسي على فهم كيفية تأثير تحولات الجاذبية على التعبير الجيني للنباتات، وفقًا لـ ناساوسوف يتولى روب فيرل، الباحث في الجامعة، العناية بالحمولة شخصيًا أثناء الرحلة. وسوف يقوم بتنشيط أنابيب صغيرة ذاتية الاحتواء محملة مسبقًا بالنباتات والمواد الحافظة، والتي سوف تقوم بتجميد العينات كيميائيًا في مراحل مختلفة من الجاذبية. وسوف يمكّن هذا النهج المبتكر العلماء من التقاط بيانات دقيقة حول كيفية استجابة العمليات البيولوجية للنباتات لقوى الجاذبية المتغيرة التي يتعرض لها الإنسان أثناء الرحلة الفضائية.

خلال المهمة، ستقوم الباحثة الرئيسية المشاركة آنا ليزا بول بإجراء أربع تجارب متطابقة على الأرض كعنصر تحكم. وسيتم مقارنة نتائج هذه التجارب الأرضية بالبيانات التي تم الحصول عليها من الرحلة الفضائية لتوفير فهم شامل لتأثيرات الجاذبية على نمو النباتات. ويهدف البحث إلى تسليط الضوء على كيفية نمو النباتات وتطورها في الفضاء، وهو مجال دراسة بالغ الأهمية للمهام الفضائية الطويلة الأمد حيث سيكون إنتاج الغذاء المستدام ضروريًا.

أهمية البعثات الفضائية المستقبلية

هذا بحث قد يكون لهذه التجربة آثار بعيدة المدى على استكشاف الفضاء في المستقبل، وخاصة البعثات التي تنطوي على إقامات طويلة على القمر أو المريخ. إن فهم كيفية استجابة النباتات لظروف الجاذبية المختلفة أمر بالغ الأهمية لتطوير أنظمة دعم الحياة المستدامة في الفضاء. وإذا نجحت هذه التجربة، فقد تمهد الطريق لمزيد من الأبحاث المتقدمة في الزراعة الفضائية، مما يساعد على ضمان حصول رواد الفضاء على مصدر موثوق للغذاء في البعثات طويلة الأمد.

أصبح اختبار الطيران الذي أجرته الجامعة ممكنًا بفضل منحة مُنحت من خلال برنامج Flight Opportunities’s TechFlights، مع دعم إضافي من قسم العلوم البيولوجية والفيزيائية التابع لوكالة ناسا. يعد برنامج Flight Opportunities’s جزءًا من مديرية مهام تكنولوجيا الفضاء التابعة لوكالة ناسا، والتي تسهل عرض التقنيات لاستكشاف الفضاء من خلال الاختبارات دون المدارية مع مقدمي الرحلات الجوية في الصناعة. من خلال تمكين الباحثين من اختبار تقنياتهم في بيئة فضائية ذات صلة، يعمل البرنامج على تسريع وتيرة الابتكار ويساعد في توسيع قدرات التجارة الفضائية.

اختبار أنظمة الحماية الحرارية

بالإضافة إلى تجربة جامعة فلوريدا، ستحمل رحلة نيو شيبرد القادمة أيضًا حمولة أخرى مدعومة من وكالة ناسا طورتها شركة هيتشيلد، وهي شركة صغيرة مقرها في فلاجستاف بولاية أريزونا. تجربة هيتشيلد سيختبر فريق HeetShield مادتين جديدتين لنظام الحماية الحرارية من خلال تركيبهما على الجزء الخارجي من وحدة الدفع في مركبة الفضاء New Shepard. والهدف من ذلك هو تقييم أداء هذه المواد في ظل ظروف مماثلة لدخول الكواكب، وهو ما سيوفر بيانات قيمة لتطوير دروع حرارية أكثر فعالية لمهام الفضاء المستقبلية. بعد الرحلة، سيحلل فريق HeetShield المواد لتحديد مدى تأثرها بالرحلة وتقييم إمكانات استخدامها في استكشاف الفضاء.

تطوير تكنولوجيا الفضاء والأبحاث

يلعب برنامج فرص الطيران دورًا حاسمًا في تطوير تكنولوجيا الفضاء من خلال توفير الفرصة للباحثين لاختبار ابتكاراتهم في الفضاء. سواء كان الأمر يتعلق بفهم كيفية نمو النباتات في الفضاء أو تطوير مواد جديدة للحماية الحرارية، فإن هذه التجارب حيوية لمستقبل استكشاف الفضاء. بصفته أول باحث مدعوم من وكالة ناسا يطير على متن صاروخ تجاري دون مداري، فإن مهمة روب فيرل تمثل خطوة مهمة إلى الأمام في السعي لتوسيع معرفتنا بالفضاء وتطوير التقنيات اللازمة للمهام الناجحة طويلة الأمد خارج الأرض.

مصدر

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here