لعقود من الزمن، كانت إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية في لوس أنجلوس بمثابة رياضة دموية.
أدى رسم حدود جديدة كل عقد لمقاطعات مجلس المدينة الخمس عشرة إلى لعب السلطة والتعامل الذاتي وحتى بعض تصفية الحسابات في مجلس المدينة. وذلك لأن عملية إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية تم الإشراف عليها إلى حد كبير من قبل نفس الأشخاص الذين سيستفيدون منها: أعضاء المجلس أنفسهم.
وقد حاول أعضاء المجلس، سواء بشكل مباشر أو من خلال المعينين السياسيين، ضمان رسم الخرائط بطريقة تساعدهم على الفوز بإعادة انتخابهم. كما سعوا إلى إدراج بعض “الأصول الاقتصادية” (المطارات والحدائق العامة والمؤسسات التعليمية والمناطق التجارية) داخل مناطقهم.
وفي بعض الأحيان، كان أعضاء المجلس يتقاتلون حول من سيحصل على تلك الأصول. كما أنهم رسموا المناطق بطرق تؤذي خصومهم سياسياً، عن قصد أو بغير قصد.
في عام 1986، على سبيل المثال، قام مجلس المدينة بطمس منطقة هوليوود هيلز التابعة لعضو المجلس جويل واكس بالكامل تقريبًا، ودفعها إلى عمق وادي سان فرناندو. تعافى واكس، الذي لم يكن محبوبًا من قبل بعض زملائه، وفاز بإعادة انتخابه بعد مغازلة ناخبيه الجدد.
ومع ذلك، ربما كانت عملية إعادة تقسيم الدوائر الأكثر إثارة للجدل في لوس أنجلوس هي الأحدث، ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى محادثة مسجلة سرًا شارك فيها ثلاثة من أعضاء المجلس وزعيم نقابي رفيع المستوى. وأعادت هذه الفضيحة إحياء الزخم لتشكيل لجنة مستقلة لإعادة تقسيم الدوائر وإنشاء لجنة تعديل الميثاق، والتي ستُعرض أمام الناخبين في لوس أنجلوس في انتخابات 5 نوفمبر.
