في أبريل 2029، سيمر الكويكب أبوفيس بالقرب من الأرض بشكل استثنائي، على بعد 20 ألف ميل فقط، وهو أقرب من العديد من الأقمار الصناعية. وقد يؤدي اللقاء إلى تغيرات فيزيائية كبيرة على سطح الكويكب بسبب جاذبية الأرض، مما قد يسبب انهيارات أرضية وهزات، وفقا لدراسة حديثة. ومن غير المتوقع أن يصطدم أبوفيس، وهو كويكب على شكل حبة الفول السوداني يبلغ طوله 340 مترًا، وسمي على اسم الإله المصري القديم المرتبط بالفوضى، بالأرض. ومع ذلك، فإن هذا التحليق يمكن أن يوفر للعلماء فرصة فريدة لمراقبة كيفية تأثير قوى الجاذبية على الأجرام السماوية الصغيرة.
رؤى جديدة في التعديلات السطحية
الدراسة متاحة حاليا على قاعدة بيانات arXiv ما قبل الطباعة، تم قبوله للنشر في مجلة علوم الكواكب. أجرى عالم الكويكبات رونالد لويس بالوز من مختبر الفيزياء التطبيقية بجامعة جونز هوبكنز وفريقه عمليات محاكاة حسابية لأبوفيس للتنبؤ بالتغيرات التي قد تحدثها جاذبية الأرض. ويشير بالوز إلى أنه في حين أن النيازك تتغلب باستمرار على أسطح الكويكبات في الفضاء، فإن لقاءات الكواكب القريبة يمكن أيضًا أن تغير مظهر الكويكب. من المتوقع أن تؤدي قوة الجاذبية من الأرض إلى تعطيل سطح أبوفيس عن طريق إثارة الهزات ورفع الصخور وإنشاء أنماط مرئية.
التحولات السطحية المتوقعة والانهيارات الأرضية
تشير نماذج الفريق إلى أن أبوفيس سيتعرض لهزات سطحية قبل ساعة من وصوله إلى أقرب نقطة من الأرض، مما قد يؤدي إلى إزاحة الصخور. على الرغم من أن جاذبية أبوفيس ضعيفة، إلا أن هذا “اهتزاز” الجاذبية يمكن أن يرفع الصخور لفترة وجيزة قبل أن تتراجع، مما يشكل معالم سطحية جديدة. بالإضافة إلى ذلك، قد يتسارع أو يتباطأ دوران أبوفيس غير المنتظم، أو “التدحرج”، بسبب تأثير جاذبية الأرض. يمكن لهذه التحولات في التدحرج أن تزيد من زعزعة استقرار الصخور بمرور الوقت، مما قد يؤدي إلى انهيارات أرضية تدريجية تشكل سطح الكويكب على مدى عشرات الآلاف من السنين.
الملاحظات المستقبلية مع مهمة OSIRIS-APEX التابعة لناسا
ويأمل العلماء في التحقق من هذه النتائج عندما تقوم المركبة الفضائية OSIRIS-APEX التابعة لناسا بدراسة أبوفيس في عام 2029. ومن المقرر أن تقوم OSIRIS-APEX، بعد إعادة تصميمها من مهمتها السابقة إلى الكويكب بينو، بفحص التركيب الكيميائي لأبوفيس وخصائص سطحه خلال مهمة مدتها 18 شهرًا. يمكن أن يساعد هذا البحث في حل الأسئلة القديمة حول كيفية تحديث أسطح الكويكبات بسبب مواجهات الجاذبية، مما يوفر رؤى جديدة لديناميكيات الكويكبات وعمليات تكوين الكواكب.