سيقترب مسبار باركر الشمسي التابع لناسا من كوكب الزهرة يوم الأربعاء، وهو ما يمثل الرحلة السابعة والأخيرة للمركبة الفضائية حول الكوكب. ستضع هذه المناورة المسبار على مسار هبوطه التاريخي نحو الشمس، مما يجعله على بعد 3.8 مليون ميل من سطح نجمنا، وهو أقرب مما غامر به أي جسم من صنع الإنسان. ووصفت نور روافي، عالمة المشروع في مختبر الفيزياء التطبيقية بجامعة جونز هوبكنز، هذا النهج بأنه “شبه بالهبوط على نجم”، وشبهته بأهمية الهبوط على سطح القمر عام 1969.
تحليق كوكب الزهرة كمعالم حاسمة
ويعتمد مسبار باركر الشمسي، الذي تم إطلاقه عام 2018، على الجاذبية تساعد من كوكب الزهرة لتقليل المسافة بينه وبين الشمس تدريجيًا، وذلك باستخدام قوة جاذبية الكوكب لضبط مداره. أكد يانبينج جو، مدير تصميم المهمة والملاحة في مختبر جونز هوبكنز للفيزياء التطبيقية، على أن هذا التحليق الأخير بالقرب من كوكب الزهرة يعد أمرًا بالغ الأهمية في تحديد موقع المسبار من أجل مواجهته القريبة القادمة مع الشمس.
وعلى الرغم من تصميم المسبار لاستكشاف الطاقة الشمسية، إلا أنه قدم بيانات قيمة عن كوكب الزهرة. خلال رحلات الطيران السابقة، تمكن جهاز تصوير باركر واسع النطاق (WISPR) من التقاط صور عبر الغلاف الجوي السميك لكوكب الزهرة، وكشف عن تفاصيل السطح مثل القارات والهضاب. سجل المسبار أيضًا انبعاثات من الجانب الليلي لكوكب الزهرة، مما يوفر نظرة ثاقبة على تكوين سطحه ودرجة حرارته، والتي تبلغ حوالي 860 درجة فهرنهايت (460 درجة مئوية).
نظرة فاحصة على سطح كوكب الزهرة
سيسمح التحليق هذا الأسبوع للعلماء بتوجيه WISPR نحو كوكب الزهرة مرة أخرى لالتقاط صور سطحية جديدة، بما في ذلك المناطق ذات الأشكال الأرضية المتنوعة. أشار نوام إيزنبرج، عالم جيولوجيا الكواكب في APL، إلى أن هذا النهج الوثيق يوفر فرصة فريدة لدراسة الاختلافات في سمات سطح كوكب الزهرة، ومن المحتمل أن يكشف معلومات حول جيولوجيته وخصائصه الحرارية.
الاقتراب من حدود الشمس
في 24 ديسمبر، سوف يقوم مسبار باركر الشمسي بمسح الطبقة الخارجية للشمس بسرعة تصل إلى 430 ألف ميل في الساعة (692010 كم / ساعة). وعلى الرغم من أن مركز التحكم في المهمة سيفقد الاتصال خلال هذا المرور القريب، إلا أن المهندسين يأملون في تلقي إشارة في 27 ديسمبر تؤكد نجاح المسبار. يمكن أن يفتح هذا الإنجاز رؤى مهمة حول الغلاف الجوي الخارجي للشمس، وحرارتها الشديدة، وديناميكياتها المغناطيسية، مما يزيد من فهمنا للظواهر الشمسية.