في تقدم كبير في علم الأعصاب، طور الباحثون خريطة وظيفية مفصلة للدماغ من خلال دراسة نشاط الدماغ لدى الأشخاص الذين يشاهدون مقاطع الأفلام. استخدمت الدراسة التي أجراها علماء الأعصاب في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) ونشرت في 6 نوفمبر في مجلة Neuron، فحوصات الرنين المغناطيسي الوظيفي لمراقبة كيفية استجابة شبكات الدماغ المختلفة لمشاهد الأفلام المختلفة. عُرضت على المشاركين مقاطع من أفلام هوليوود المستقلة والشعبية، بما في ذلك Inception وThe Social Network، والتي كشفت عن كيفية تفاعل مناطق الدماغ بشكل مختلف عند معالجة المشاهد التي تتضمن الأشخاص والأشياء والحوار والحركة.
رؤى تفصيلية حول وظائف شبكة الدماغ
كانت الدراسة نشرت في العصبية. وشدد الدكتور رضا راجيمهر، عالم الأعصاب والمؤلف الرئيسي من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، على النهج الفريد للدراسة، مشيرًا إلى كيفية تسليط الضوء على تنظيم الدماغ في إعدادات أكثر واقعية. تقليديًا، كانت أبحاث وظائف المخ تعتمد على عمليات المسح أثناء حالات الراحة، مما يحد من فهم كيفية تأثير المحفزات الخارجية المعقدة على نشاط الدماغ. ومن خلال تحليل الاستجابات للأفلام، يقدم البحث رؤية أوسع لكيفية تنشيط شبكات معينة استجابة لعناصر سمعية وبصرية متنوعة.
قام راجيمهر وفريقه بتطبيق التعلم الآلي على بيانات من مشروع Human Connectome، الذي شمل 176 مشاركًا شاهدوا مجموعات من الأفلام مدتها ساعة واحدة. وقد حددوا 24 شبكة دماغية متميزة تتعلق بالمعالجة الحسية أو المعرفية، مثل التعرف على الوجوه والحركات والتفاعلات الاجتماعية. يتنوع النشاط حسب محتوى المشهد، خاصة عند التبديل بين الحوار المباشر والتسلسلات الأكثر غموضًا.
التحكم التنفيذي في المشاهد المعقدة
ومن الجدير بالذكر أن الدراسة حددت كيف أصبحت مناطق التحكم التنفيذية – وهي مناطق الدماغ المشاركة في التخطيط وتحديد أولويات المعلومات – أكثر نشاطًا خلال المشاهد التي تتطلب مشاركة معرفية أكبر. شهدت المشاهد البسيطة، مثل المحادثات الواضحة، نشاطًا متزايدًا في معالجة اللغة، بينما قامت التسلسلات المعقدة بتنشيط المجالات التنفيذية لتفسير السياق والتفاصيل الدلالية.
واقترح الباحثون أن الدراسات المستقبلية قد تستكشف اختلافات استجابة الدماغ الفردية، مع الأخذ في الاعتبار عوامل مثل العمر أو الصحة العقلية. وذكر راجيمهر أن النتائج يمكن أن تفتح الأبواب لرسم خرائط لكيفية تحفيز محتوى فيلم معين، بما في ذلك الإشارات الاجتماعية والسياق السردي، للنشاط في شبكات مختلفة. يوفر هذا البحث إطارًا أوليًا لإجراء دراسات أعمق في رسم خرائط الدماغ الشخصية بناءً على المحفزات التي تعتمد على المحتوى.