ظهرت مخاوف بشأن صحة رائدة الفضاء سونيتا ويليامز بعد أن أظهرت صورة حديثة أنها تبدو نحيفة بشكل واضح، بعد مهمتها الممتدة في محطة الفضاء الدولية (ISS). وكان من المقرر في البداية أن يقوم ويليامز، البالغ من العمر 59 عامًا، وزميله رائد الفضاء باري ويلمور، بمهمة مدتها ثمانية أيام على متن مركبة الفضاء ستارلاينر التابعة لشركة بوينج. ومع ذلك، بسبب عطل، تقطعت بهم السبل في محطة الفضاء الدولية منذ الالتحام في 6 يونيو، حيث أكمل ويليامز الآن أكثر من 150 يومًا في المدار.
الآثار الصحية للبعثات الفضائية الموسعة
حسب أ تقرير بواسطة ديلي ميل، أعرب الدكتور فيناي جوبتا، طبيب الرئة المقيم في سياتل، عن قلقه بعد مراجعة الصورة الأخيرة، مشيرًا إلى علامات فقدان الوزن بشكل كبير. وأوضح أن الجسم يحرق المزيد من السعرات الحرارية في الفضاء، حيث يتكيف مع الظروف الفريدة، التي تتطلب من رواد الفضاء تناول وجبات غذائية عالية السعرات الحرارية. قد لا يكون تناول السعرات الحرارية وحده كافيًا، حيث لاحظ الدكتور غوبتا مؤشرات على وجود نقص محتمل في السعرات الحرارية يمكن أن يؤثر على مظهر ويليامز ورفاهيته.
ظروف الفضاء تكثف الضغط الفسيولوجي بسبب عوامل مثل انخفاض مستويات الأكسجين وزيادة معدل الأيض في الجسم استجابة للبرد. ولمكافحة فقدان العضلات والعظام، يؤدي أفراد طاقم محطة الفضاء الدولية حوالي 2.5 ساعة من التمارين يوميًا، مما قد يؤدي إلى استنفاد احتياطيات السعرات الحرارية بشكل أكبر. قال الدكتور غوبتا إن عملية التمثيل الغذائي في الفضاء تتطلب المزيد من الطاقة فقط لتؤدي وظيفتها، واصفًا التحديات الفسيولوجية التي يواجهها رواد الفضاء.
الاختلافات في المخاطر الصحية بين الرجال والنساء في الفضاء
وزادت المخاوف من خلال الدراسات التي أظهرت أن السفر إلى الفضاء يشكل تحديات صحية مختلفة للرجال والنساء. وقد أبرزت الأبحاث التي أجرتها وكالة ناسا أن النساء قد يعانين من خسائر أكثر وضوحا في بلازما الدم وكتلة العضلات مقارنة بالرجال. لاحظت دراسة حديثة أجرتها جامعة بول تدهور العضلات لدى كل من الرجال والنساء الذين تعرضوا لمحاكاة انعدام الوزن، حيث أظهرت النساء فقدانًا أكبر للعضلات خلال فترات أقصر.
وتؤكد هذه النتائج الحاجة إلى دعم صحي مخصص للمهمات الفضائية الممتدة، وخاصة لرائدات الفضاء. وبينما ينتظر ويليامز وويلمور العودة الآمنة إلى الأرض، من المرجح أن تراقب وكالة ناسا حالتهما الصحية عن كثب، حيث أدى دخول طاقم ناسا آخر إلى المستشفى مؤخرًا بعد إقامة طويلة في محطة الفضاء الدولية إلى تفاقم هذه المخاوف.