نجحت روسيا في إطلاق رقم قياسي بلغ 53 قمرًا صناعيًا إلى الفضاء في 4 نوفمبر 2024، محققة بذلك إنجازًا كبيرًا في نشر الأقمار الصناعية. وشمل هذا الإطلاق، الذي أدارته وكالة الفضاء الروسية روسكوزموس، مجموعة من الأقمار الصناعية المحلية والدولية. تم استخدام صاروخ Soyuz-2.1b مع المرحلة العليا من Fregat للمهمة، حيث انطلق من ميناء فوستوشني الفضائي في أقصى شرق روسيا في الساعة 6:18 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة في 4 نوفمبر (2318 بتوقيت جرينتش، أو 2:18 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة في 5 نوفمبر). . ووفقا لوكالة روسكوزموس، وصلت جميع الأقمار الصناعية البالغ عددها 53 إلى مداراتها المحددة بنجاح.
التعاون الدولي في نشر الأقمار الصناعية
حسب الأحدث تقرير بحسب وكالة الأنباء الروسية، شمل نشر القمر الصناعي هذا العديد من الشراكات الدولية. وكان من بين الحمولة 49 قمرًا صناعيًا روسيًا، إلى جانب قمر صناعي روسي صيني مشترك وآخر روسي زيمبابوي. ومن الجدير بالذكر أن قمرين صناعيين من إيران كانا على متن الطائرة أيضًا: القمر الصناعي كوثر، المصمم لالتقاط صور عالية الدقة، والقمر الصناعي هدهد، الذي يركز على الاتصالات. ووفقا لوكالة تاس، فإن إطلاق 51 قمرا صناعيا محليا حطم رقما قياسيا وطنيا، مما يؤكد دور روسيا المتطور في إطلاق الأقمار الصناعية العالمية. وعلى الرغم من أهميته، إلا أن هذا الإطلاق لا يتجاوز الرقم القياسي الذي سجلته SpaceX في يناير 2021، عندما تم تسليم 143 قمرًا صناعيًا إلى المدار في عملية إطلاق واحدة.
رصد الغلاف الأيوني والأهداف الاستراتيجية
تم تضمين قمرين صناعيين من طراز Ionosfera-M في هذه المهمة لتعزيز مراقبة الغلاف الأيوني للأرض، وتوفير بيانات قيمة عن الظروف الجوية. ويزن كل قمر صناعي في هذا النظام حوالي 948 رطلاً (430 كيلوجرامًا)، مما يسلط الضوء على التزام روسيا بتوسيع أنظمة المراقبة الفضائية الخاصة بها. يمثل هذا الإطلاق الثالث عشر لروسيا هذا العام، مما يعكس وتيرة البلاد المستمرة ولكن المعتدلة في إطلاق الأقمار الصناعية مقارنة بنظيراتها العالمية.
مكانة روسيا في سباق الفضاء العالمي
وعلى الرغم من أن روسيا احتلت تاريخياً مكانة رائدة في الأنشطة الفضائية، إلا أن معدل إطلاقها تباطأ في السنوات الأخيرة. وقد قامت الولايات المتحدة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى وتيرة إطلاق SpaceX Falcon 9، والصين بتسريع برامج الإطلاق، مما ترك روسيا في المركز الثالث البعيد. وعلى الرغم من ذلك، تواصل روسيا لعب دور نشط في التعاون الدولي في مجال الفضاء، بما في ذلك مشاركتها في محطة الفضاء الدولية (ISS).