اكتشف علماء الآثار في إسرائيل حصوات على شكل كعكة الدونات، والتي قد تكون من بين أقدم أشكال التكنولوجيا الشبيهة بالعجلات. تم العثور عليها في موقع Nahal Ein Gev II في شمال إسرائيل، وتتميز هذه الحصى من الحجر الجيري التي يبلغ عمرها 12000 عام بوجود ثقوب مركزية ويُعتقد أنها استخدمت كدوائر مغزلية – وهي أداة لغزل الألياف مثل الكتان والصوف.
وقالت تاليا ياشوف، طالبة دراسات عليا ومؤلفة مشاركة للدراسة في معهد الآثار بالجامعة العبرية في القدس: لايف ساينس أن هذه المصنوعات اليدوية القديمة تشير إلى إجراء تجارب مبكرة باستخدام الأدوات الدوارة التي كان من الممكن أن تضع الأساس للتطورات اللاحقة مثل عجلة الخزاف وعجلة العربة. هذا الاكتشاف تم نشره في PLOS One في 13 نوفمبر، حيث يقدم لمحة عن تكنولوجيا ما قبل الزراعة في المنطقة.
وتم تحليل ما يقرب من 100 حصاة مثقوبة من قبل ياشوف وليور غروسمان، أستاذ علم آثار ما قبل التاريخ في نفس المعهد. وبعد مسح كل حصاة بشكل ثلاثي الأبعاد، أنتج الفريق نماذج مفصلة لتقييم استخداماتها المحتملة. وكان من المعتقد أن معظم الحصى من غير المرجح أن تكون بمثابة أوزان أو خرزات لصيد الأسماك بسبب حجمها وشكلها، وهو ما يختلف عن المصنوعات اليدوية المستخدمة في فترات مماثلة. وبدلاً من ذلك، قام الفريق بإعادة إنشاء جدلات مغزلية من النماذج الممسوحة ضوئيًا، والتي استخدمها خبير الحرف التقليدية يونيت كريستال لغزل الكتان والصوف. وأشارت الدراسة إلى أنه في حين كان التعامل مع الكتان أسهل، فقد أظهرت النسخ المتماثلة أن الحصى كانت فعالة على الأرجح كزهرات مغزل، مما يدعم إنتاج المنسوجات المبكر.
الآثار المترتبة على النتائج
ال النتائج تشير إلى أن هذه الفترات المغزلية يمكن أن تمثل نقطة رئيسية في التطور التكنولوجي، ومن المحتمل أن تكون مرتبطة بأساليب جديدة للتخزين والبقاء. وقال أليكس جوفي، مدير جمعية دراسات الشرق الأوسط وأفريقيا وعالم الآثار ذو الخبرة، لـ LiveScience إن احتمال أن تكون هذه المصنوعات اليدوية قد مكنت من ابتكارات مثل الحقائب أو خطوط الصيد. وردد يورك روان، أستاذ علم الآثار بجامعة شيكاغو، هذا الرأي، مشيرًا إلى أن التحليل يمثل “نقطة تحول حاسمة” في التكنولوجيا المبكرة.
نقاش مستمر
في حين أن هذه الحصى قد تمثل واحدة من أقدم الاستخدامات للأشكال التي تشبه العجلة، قالت كارول شيفال، الخبيرة في منسوجات ما قبل التاريخ في CEPAM في فرنسا، في المنشور إنها لاحظت العثور على أشياء مماثلة في مناطق أخرى، ربما من فترات سابقة . وهذا يضيف طبقة أخرى لفهم أصول التكنولوجيا التناوبية، ويسلط الضوء على الاستكشاف المستمر للابتكار البشري القديم.