تواجه المجتمعات الساحلية في جميع أنحاء العالم واقع ارتفاع منسوب مياه البحر، والذي يهدد الحياة اليومية والبنية التحتية الأساسية. واستجابة لذلك، تعاونت وكالة ناسا مع وكالات مثل وزارة الدفاع الأمريكية، والبنك الدولي، والأمم المتحدة لتقديم بيانات مفصلة عن ارتفاع مستوى سطح البحر على مستوى العالم. تهدف هذه المعلومات، التي يمكن الوصول إليها من خلال مركز معلومات الأرض التابع لناسا، إلى المساعدة في الإعداد والتخطيط للتأثيرات الساحلية المتوقعة خلال عام 2150.
حسب أ تقرير بواسطة وكالة ناسا، يقدم المركز توقعات لمستويات سطح البحر المستقبلية والفيضانات الإقليمية المحتملة على مدى الثلاثين عامًا القادمة. يسلط التقرير الضوء على أن هذا المورد يجمع البيانات من المراقبة المستمرة للأقمار الصناعية التابعة لوكالة ناسا مع النمذجة الحاسوبية لديناميات الغطاء الجليدي وسلوك المحيطات، إلى جانب التقييمات من السلطات العالمية مثل الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ. تم تصميم هذه الأدوات لتزويد المجتمعات ببيانات دقيقة يمكنهم من خلالها بناء البنية التحتية الساحلية الحيوية وخطط المرونة المناخية.
التطبيقات العالمية لبيانات ناسا
وذكر التقرير أن المؤسسات العالمية تستخدم بيانات مستوى سطح البحر الصادرة عن وكالة ناسا لصياغة السياسات وتنفيذ استراتيجيات التكيف في المناطق المعرضة للخطر. على سبيل المثال، يقوم البنك الدولي بدمج هذه المعلومات في ملفات المخاطر المناخية للبلدان الأكثر عرضة لارتفاع مستويات سطح البحر. وبالمثل، تستفيد وزارة الدفاع الأمريكية من البيانات للتنبؤ بالتأثيرات على منشآتها الساحلية والتخفيف منها، بينما تستخدم وزارة الخارجية الأمريكية المعلومات في الاستعداد للكوارث والتخطيط للتكيف مع حلفائها الدوليين، حسبما يضيف التقرير.
ووصف سيلوين هارت، الأمين العام المساعد والمستشار الخاص للأمم المتحدة بشأن العمل المناخي، البيانات بأنها “بالغة الأهمية الموارد لحماية الأرواح وسبل العيش”، مشددًا على التباين في التأثيرات بين حد الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية وتوقعات السياسة الحالية. وأشار إلى أن هذه البيانات تؤكد الحاجة الملحة للعمل في المناطق الساحلية المعرضة للخطر.
تسارع ارتفاع مستويات سطح البحر العالمية
لقد تبين أن المعدل الحالي لارتفاع مستوى سطح البحر يزداد بشكل ملحوظ، حيث لاحظت جميع البلدان الساحلية تقريبًا ارتفاعًا في مستويات سطح البحر من عام 1970 إلى عام 2023. ووفقًا لبن هاملينجتون، رئيس فريق تغير مستوى سطح البحر التابع لناسا، فإن ارتفاع مستوى سطح البحر يحدث بمعدل وتسارعت وتيرة هذه الزيادة، حيث تضاعف متوسط الزيادات تقريباً على مدى العقود الثلاثة الماضية. والجدير بالذكر أن توقعات وكالة ناسا تشير إلى أن دول جزر المحيط الهادئ ستشهد ارتفاعًا بمقدار 15 سم على الأقل بحلول عام 2050، مصحوبًا بزيادة ملحوظة في الفيضانات الناجمة عن المد العالي.
تسمح منصة البيانات الجديدة، كما أوضحت ناديا فينوغرادوفا شيفر، مديرة برنامج فيزياء المحيطات التابع لناسا، للمجتمعات في جميع أنحاء العالم بتوقع سيناريوهات الفيضانات المستقبلية.