في واحدة من أكبر المفاجآت التي شهدتها بطولة غوادالاخارا المفتوحة، أقصت اللاعبة الأسترالية الشابة أوليفيا غاديكي المصنفة الثانية في البطولة، الأمريكية دانييل كولينز، بعد أن هزمتها بنتيجة 6-3، 6-3. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل جاءت المفاجأة الثانية عندما اضطرت المصنفة الثالثة، البيلاروسية فيكتوريا أزارينكا، إلى الانسحاب من مباراتها بسبب الإصابة، ما أدى إلى تأهل منافستها الروسية كاميلا رحيموفا إلى الدور ربع النهائي.
صعود غاديكي المثير
أوليفيا غاديكي، التي كانت تشارك في البطولة عبر التصفيات وتحتل المرتبة 152 عالميًا، قدمت أداءً مذهلاً لم يكن يتوقعه الكثيرون. هذا الانتصار الكبير أهلها للوصول إلى ربع نهائي بطولة من الفئة الأولى لرابطة محترفات التنس (WTA) لأول مرة في مسيرتها. ويمثل هذا إنجازًا كبيرًا للاعبة الشابة، حيث أثبتت قدرتها على مواجهة ومقارعة كبار الأسماء في عالم التنس. في الجولة الأولى، تغلبت غاديكي على سلون ستيفنز، الفائزة السابقة ببطولة أمريكا المفتوحة، مما أثار الكثير من الانتباه نحو صعودها السريع.
لم يكن انتصار غاديكي على كولينز مجرد انتصار عابر، بل جاء نتيجة لجهودها المتواصلة واستغلالها الأخطاء التي ارتكبتها كولينز خلال المباراة. لعبت الأسترالية بتركيز عالٍ وسيطرت على الإرسال والضربات الخلفية، مما جعل كولينز غير قادرة على الرد بالشكل الكافي. وقد أثبتت غاديكي أن لديها المستقبل الواعد في رياضة التنس.
كولينز: مسيرة متميزة تقترب من النهاية
من ناحية أخرى، كانت هذه الهزيمة محبطة للغاية بالنسبة لدانييل كولينز، التي كانت تأمل في تحقيق نتائج جيدة في غوادالاخارا قبل أن تعلن اعتزالها في نهاية هذا الموسم. كولينز، البالغة من العمر 30 عامًا، لديها مسيرة مميزة في رياضة التنس، حيث حققت 39 فوزًا هذا الموسم، بما في ذلك فوزها بلقبين على مستوى البطولات الكبرى. ورغم هزيمتها، فإنها تبقى واحدة من أبرز اللاعبات في الجولة النسائية.
كولينز كانت قد دخلت البطولة وهي تحتل المرتبة 11 عالميًا، وكانت تأمل في تحسين تصنيفها العالمي قبل اعتزالها. وخلال مسيرتها، اشتهرت كولينز بأسلوب لعبها الهجومي، بالإضافة إلى قدرتها على التحكم في الإيقاع وتوجيه المباراة لصالحها. ولكن في غوادالاخارا، بدت كولينز غير قادرة على التعامل مع ضغط غاديكي وأسلوبها المفاجئ.
انسحاب أزارينكا: إصابة توقف الحلم
في الجانب الآخر من البطولة، تعرضت فيكتوريا أزارينكا، المصنفة الثالثة عالميًا سابقًا والفائزة ببطولتين كبيرتين، لإصابة أجبرتها على الانسحاب من مباراتها ضد كاميلا رحيموفا. كانت أزارينكا متأخرة في المجموعة الأولى بنتيجة 6-2 و3-0 في المجموعة الثانية قبل أن تقرر الانسحاب. ولم يُعرف بعد مدى خطورة إصابتها، ولكن هذا الانسحاب يمثل ضربة قوية لطموحاتها في العودة إلى مستواها السابق.
أزارينكا، التي عانت من إصابات متكررة في السنوات الأخيرة، كانت تأمل في تحقيق انتصار مهم في غوادالاخارا لتعزيز ثقتها قبل نهاية الموسم. وعلى الرغم من انسحابها، فإنها تبقى واحدة من أبرز اللاعبات في تاريخ التنس النسائي.
كاميلا رحيموفا: فرصة التألق
مع انسحاب أزارينكا، أصبحت الأنظار متجهة نحو كاميلا رحيموفا، اللاعبة الروسية الصاعدة. رحيموفا، التي استفادت من هذا الانسحاب، وصلت إلى ربع النهائي وستواجه في المباراة المقبلة الكولومبية كاميلا أوسوريو. ورغم أن رحيموفا لم تحقق بعد نتائج كبيرة في البطولات الكبرى، إلا أن هذه الفرصة تتيح لها التألق وإثبات نفسها كلاعبة قادرة على المنافسة في أعلى المستويات.