اختتمت المركبة الفضائية لصيد الكويكبات التابعة لناسا، NEOWISE، رحلتها رسميًا، وقد وصلت إلى نهايتها عندما عادت إلى الغلاف الجوي للأرض واحترقت في الأول من نوفمبر. على مدار عمره 15 عامًا، قام NEOWISE بفهرسة ما يقرب من 3000 جسم قريب من الأرض، بما في ذلك العديد من الكويكبات، مما يوفر بيانات مهمة للباحثين الذين يدرسون التهديدات الكوكبية المحتملة. وأكدت وكالة الفضاء عودة NEOWISE على وسائل التواصل الاجتماعي في اليوم التالي، مما يمثل نهاية المهمة التي ساهمت بشكل كبير في تطوير فهم ناسا للفضاء القريب من الأرض.
تطور المهمة على مرحلتين
ناسا لديها مؤكد أن NEOWISE دخل الغلاف الجوي للأرض بعد أن أمضى 15 عامًا في الفضاء. تم إطلاق المركبة الفضائية في البداية باسم WISE (مستكشف المسح بالأشعة تحت الحمراء واسع المجال) لمراقبة الكون في ضوء الأشعة تحت الحمراء. خلال المرحلة الأولى، قام WISE بالتقاط صور لبعض المجرات الأكثر سطوعًا في الكون، والثقوب السوداء المخفية، وأروع النجوم. ومع ذلك، في عام 2011، استنفدت احتياطيات سائل التبريد للمركبة الفضائية، مما أدى إلى دخولها في حالة سبات. في عام 2013، أعادت ناسا تنشيط WISE، حيث أعادت استخدامه ليصبح NEOWISE للتركيز على تتبع الأجسام القريبة من الأرض، وهي خطوة حاسمة نحو الدفاع عن الكواكب.
أشارت إيمي ماينزر، التي قادت مشروع NEOWISE في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا (JPL)، إلى أن قدرته على اكتشاف الكويكبات كانت غير متوقعة في البداية، قائلة في عام 2019 إنه تبين أنه فعال بشكل استثنائي في تحديد الأجسام القريبة من الأرض. جمعت NEOWISE في النهاية كميات هائلة من البيانات، والتي صرح جوزيف هانت، آخر مدير مشروع لها في مختبر الدفع النفاث، بأنها ستستمر في إفادة المجتمع العلمي لسنوات.
السحب الجوي ونهاية NEOWISE
ويعود توقف المركبة الفضائية إلى حد كبير إلى الحد الأقصى للطاقة الشمسية، وهو ذروة دورة الشمس البالغة 11 عامًا، مما أدى إلى زيادة التوهجات الشمسية والقذف الشامل الإكليلي. أدت هذه الأحداث الشمسية إلى ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي للأرض وتوسيعه، مما أدى إلى نشوء قوة سحب أدت إلى اقتراب NEOWISE تدريجيًا من الأرض. بدون قدرات الدفع، لم تتمكن المركبة الفضائية من تعزيز مدارها، مما أدى في النهاية إلى عودتها إلى الغلاف الجوي.
الخطوات التالية في اكتشاف الأجسام القريبة من الأرض
على الرغم من أن NEOWISE أصبح الآن خارج الخدمة، إلا أن جهود ناسا للكشف عن الكويكبات لا تزال نشطة. من المقرر إطلاق NEO Surveyor، وهي مهمة لاحقة مصممة خصيصًا لتحديد الأجسام القريبة من الأرض في ضوء الأشعة تحت الحمراء، في أواخر عام 2027. من المتوقع أن يعزز NEO Surveyor استراتيجيات الدفاع الكوكبي، وسيكون أول تلسكوب لناسا مخصص لهذه المهمة الحاسمة، مما يؤدي إلى المضي قدمًا بإرث NEOWISE في حماية الأرض من التهديدات الفضائية المحتملة.