دقت الدكتورة جين جودال، عالمة الرئيسيات الشهيرة والمدافعة عن البيئة، ناقوس الخطر بشأن أزمة التنوع البيولوجي العالمية المتسارعة، ووصفتها بأنها “الانقراض الكبير السادس”. وفي حديثها خلال جولتها التوعوية البيئية الأخيرة في أوروبا، أكدت الدكتورة جودال على أهمية اتخاذ تدابير فورية لمكافحة إزالة الغابات، واستعادة الموائل الطبيعية، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
خلال مقابلة ومع بي بي سي، سلطت الدكتورة جودال، البالغة من العمر الآن 90 عامًا، الضوء على الحاجة الملحة لمعالجة تدمير الموائل. وأشارت إلى تأثير إزالة الغابات على التنوع البيولوجي، وخاصة في أوغندا. ويسلط التقرير الضوء على أن مؤسستها، بالشراكة مع شركة التكنولوجيا إيكوسيا، زرعت ما يقرب من مليوني شجرة على مدى خمس سنوات. ويضيف التقرير أن المشروع يهدف إلى استعادة الموائل الحيوية لنحو 5000 شمبانزي مع التخفيف من تغير المناخ من خلال امتصاص ثاني أكسيد الكربون عن طريق زراعة الغابات.
أزمة المناخ وإغلاق نوافذ التغيير
وتزامن هذا التحذير مع قمة COP29 في باكو بأذربيجان، حيث اجتمع زعماء العالم لمناقشة سياسات المناخ. ويسلط التقرير الضوء كذلك على أن الدكتور جودال شدد على الإطار الزمني الضيق لمعالجة ارتفاع درجات الحرارة وفقدان التنوع البيولوجي. وربطت تدمير الغابات بتغير أنماط هطول الأمطار، مما يعطل النظم البيئية ويعرض الأنواع للخطر. وتذكرت بحثها في تنزانيا قبل أكثر من ستة عقود، وأشارت إلى كيف تم استبدال مواسم الأمطار التي يمكن التنبؤ بها بطقس غير منتظم، مما أدى إلى اختلال التوازن البيئي.
وقالت لبي بي سي: “يجب حماية الغابات، ويجب أن تواجه الصناعات الضارة بالبيئة قواعد أكثر صرامة”. وشدد الدكتور جودال أيضًا على مخاطر الزراعة الصناعية، التي تستنزف صحة التربة وتسرع من فقدان التنوع البيولوجي.
بحث رائد ومهمة مدى الحياة
أعاد العمل الرائد الذي قام به الدكتور جودال على الشمبانزي في تنزانيا تعريف أبحاث الرئيسيات من خلال توثيق استخدام الأدوات، والروابط الاجتماعية، والصراعات الإقليمية. وبالتأمل في حياتها المهنية، روت لحظة محورية مع قرد شمبانزي يُدعى ديفيد جريبيرد، الذي أظهر الثقة من خلال الضغط على أصابعها. وقد شكلت هذه التجارب دعوتها للتعايش مع الحياة البرية.
على الرغم من التحديات، بما في ذلك الشكوك المبكرة حول أساليب بحثها، تظل الدكتورة جودال مناصرة ثابتة للإصلاح البيئي. وحثت الحكومات والأفراد على تبني تشريعات أكثر صرامة لتأمين مستقبل مستدام، مؤكدة أن بقاء البشرية يعتمد على اتخاذ إجراءات فورية.