واجهت خطط روسيا الطموحة لتوسيع البنية التحتية للبحث العلمي تأخيرات كبيرة، بسبب العقوبات التجارية الدولية وقيود الميزانية. تؤثر هذه النكسات، التي أعلن عنها المسؤولون الشهر الماضي، على ثلاثة مشاريع مهمة تهدف إلى تطوير الأبحاث في الهياكل والمواد الجزيئية. وتشمل هذه المشاريع مصدر ضوء سنكروتروني جديد، وتحديث منشأة موجودة، وتوسيع مركز أبحاث النيوترونات.
العقوبات التجارية والضغوط الاقتصادية تعيقان التقدم
حسب أ تقرير بقلم Science.org، أشار نائب وزير العلوم والتعليم العالي دينيس سيكيرينسكي إلى أنه على الرغم من اختلاف أسباب التأخير، إلا أن التحدي الرئيسي ينبع من عقوبات التجارة الدولية المرتبطة بالحرب في أوكرانيا. ويسلط التقرير الضوء على أن هذه العقوبات قد عطلت استيراد المعدات المتخصصة اللازمة لمشاريع مثل مصدر الفوتون السيبيري (SKIF) بقيمة 900 مليون دولار. ويضيف التقرير أنه كان من المقرر في الأصل أن تبدأ العمليات الأولية في عام 2023، وقد تم تمديد الجدول الزمني لـ SKIF إلى عام 2025 على الأقل. ويحاول المهندسون الآن إنتاج مكونات معينة محليًا أو تأمينها من دول مثل الصين، التي لم تنفذ عقوبات على روسيا.
توقف تحديث مصدر الإشعاع السنكروتروني لكورشاتوف
كما تم تأجيل مصدر إشعاع كورشاتوف السنكروتروني (KISI) في موسكو، والذي كان من المقرر أصلاً أن يتم تحديثه بحلول عام 2026، ومن المتوقع أن يتم الانتهاء منه في عام 2028. وهذه المنشأة هي المصدر الحالي للأشعة السينية في روسيا للأبحاث الجزيئية وستكون حاسمة أثناء تشغيل SKIF. لا يزال قيد الإنشاء. ومع ذلك، فإن القيود المستمرة على الميزانية ونقص المعدات يمكن أن تشكل المزيد من التحديات.
يواجه توسيع مركز أبحاث النيوترون مشكلات تتعلق بالميزانية والتجارة
وبالمثل، تم تأجيل توسيع المركز الدولي لأبحاث النيوترونات في جاتشينا، والذي كان يهدف إلى زيادة عدد محطات الأبحاث من خمس إلى أربع عشرة محطة. ويهدف هذا المشروع، الذي تقدر تكلفته بـ 1.2 مليار دولار، إلى تعزيز قدرة روسيا على تحليل المواد باستخدام حزم النيوترونات.
في حين أندريه روجاتشيف، مدير مدرسة لانداو للفيزياء، الدول نظرًا لأهمية هذه المرافق للتقدم العلمي في روسيا، لا يزال آخرون، مثل الباحث المستقل سيرجي فيتيبسكي، متشككين بشأن جدوى الوفاء بالمواعيد النهائية الجديدة. يقول فيتيبسكي إن هذه التأخيرات تسلط الضوء على تحديات أعمق تتعلق بالتمويل واقتصاد البلاد المتوتر في زمن الحرب، مما يلقي بظلال من الشك على قدرة الحكومة على تنفيذ هذه المشاريع على المدى القريب.
وأعرب ألكسندر مازوغا، نائب رئيس مجلس الدوما، نائب رئيس لجنة العلوم والتعليم العالي، عن تفاؤله، مؤكدا أن روسيا لا تزال ملتزمة بطموحاتها العلمية. ومع ذلك، أثار التأخير المتكرر تساؤلات حول الجداول الزمنية الواقعية لهذه “المشاريع العملاقة”، والتي واجه بعضها تأجيلات متعددة منذ الإعلان الأولي عنها في عام 2018.