ويتحرك القمر تدريجيا بعيدا عن الأرض، وهي ظاهرة فسرها علماء وكالة ناسا بأنها نتيجة لتفاعلات الجاذبية المعقدة. حاليًا، ينجرف القمر بعيدًا بمعدل 4 سنتيمترات تقريبًا سنويًا، وهي عملية تتأثر بقوى المد والجزر بين الأرض والقمر الصناعي الخاص بها. هذا الانفصال الثابت، على الرغم من أنه غير محسوس على مقياس زمني بشري، له آثار عميقة على نظام الأرض والقمر وتطوره على المدى الطويل، وفقًا لوكالة الفضاء.
دور قوى المد والجزر في انجراف القمر
تخلق جاذبية الأرض انتفاخات في شكل القمر، بينما تمارس جاذبية القمر قوى مماثلة على الأرض، وعلى الأخص في محيطاتها. ومع ذلك، فإن انتفاخات المد والجزر على الأرض تتأخر قليلاً عن موقع القمر بسبب الوقت الذي يستغرقه الماء للاستجابة لتغيرات الجاذبية، كما تقول ناسا. ويولد هذا التأخر احتكاكًا، مما يؤدي إلى إبطاء دوران الأرض ونقل الطاقة إلى القمر، مما يدفعه إلى مدار أعلى.
ناسا يشرح أن هذا التفاعل يتسبب في انحراف القمر وإطالة يوم الأرض بحوالي 2 مللي ثانية في القرن. على مدى مليارات السنين، ساهم هذا التبادل الديناميكي للطاقة في تشكيل العلاقة بين الجرمين السماويين.
الآثار المترتبة على المستقبل البعيد
وإذا استمرت العملية لمدة 50 مليار سنة أخرى، فإن مدار القمر سيصبح واسعًا جدًا لدرجة أن الأرض نفسها يمكن أن تصبح مغلقة مديًا تجاه القمر. وهذا يعني أن نصف الكرة الأرضية فقط سوف يرى القمر في السماء. وقد لوحظت بالفعل ظاهرة مماثلة في نظام بلوتو-شارون، حيث يكون الجسمان مقفلين بشكل متبادل.
وفي حين أن مثل هذه التغييرات تحدث على فترات زمنية تتجاوز بكثير الخبرة البشرية، فإنها تسلط الضوء على التطور المستمر لنظام الأرض والقمر، والذي بدأ عندما تشكل القمر قبل حوالي 4.5 مليار سنة. تستمر أبحاث ناسا في كشف تعقيدات تفاعلات المد والجزر هذه، مما يوفر نظرة ثاقبة للأنظمة الكوكبية داخل نظامنا الشمسي وخارجه.